حمام من الماضي , وجراحات تستكين , لقدعاد العظيم !




السلام عليكم ورحمة الله

لا احب الخطب العصماء كالعادة الى المغزى مباشرة





كانت لحظة خالجها الكثير من المشاعر المختلطة

بين حزن وفرح ودموع تكاد لاتنقطع لا يفرق المرء ما اذا كانت دموع فرح ام حزن
يصعب وصف ما حصل , لقد كانت اوقاتاً طويلة , لكن كلما استرجعت شريط الاحداث اجد ان
حروفي تعجز وتتهشم عاجزة عن وصف ما حصل
في الحقيقة كنت اثق تمام الثقة ان الريال بعد وصل للنهائي فلن يفرط فيه اطلاقاً
بمورينهو او كارلو او حتى الفاشل فيلاش بواش , لم يفز بالنهائي كارلو ولا غيره لقد فازت الروح
روح الفانيلة البيضاء التي قال عنها الاسطوري برنابيو مستطرداً , لا يمكنها ان تتلطخ بالعار
لقد عاد كل شيء الى مكانه , وعاد السيد سيدأ بالافعال المتواترة لا بالكلام والتأريخ
في الحقيقة لقد فزنا بالتاريخ سلفاً ولا ينازعنا فيه احد , فقد حان وقت خطف الحاضر وتأكيد الزعامة
فيا ترى كيف يكون الزعيم زعيماً حينما يعجز عن اثبات ذلك ؟
وبما انه فعل , فهل من احمق يعتزم الخوض في عكس ذلك ؟
لا اظن !


الشوط الاول :

في الحقيقة اطول شوط عشته في حياتي , كان ظالماً بكل ما تحمله تلك العبارة من استطرادات خافتة او صاخبة
تقدم من عجز وتخلف من قدم كل شيء , وكالعادة كرة القدم تقسو كثيراً وتمنحك الفرح قليلاً بل قليلاً جداً
بخطأ اقل ما يقال عنه سخيف ممتنع , لا تكاد تصدق ما تراه عيناك من هول المنظر , حارس بحجم كاسياس
كم لعب من نهائيات ؟ , وكم خبر وعرف تلك الضغوط ؟ , ومع هذا يقوم بتصرف غبي كهذا ؟
شخصياً لا الومه لقد ابتعد كثيرأ عن حساسية المباريات , ربما قد نسي اصلاً كيف يفكر المهاجم عندما يواجهه ؟
لكن لأن ايكر استثنائي , في كل شيء حقيقة , لا اخفي ما اذكره من حماقات قام بها في فترة مورينهو , لكن رغم
ان هذا الحارس له اخطائه التي بالنسبة لي وكل من يفهم التكتيك اخطاء لا تعد ولا تحصى , الا انه يملك شيئاً مميزا
بل في الحقيقة خصلتين رائعتين يصعب امتلاكهما بسهولة , سرعة البديهة وخبرة التغلب على الضغوط
على العموم غلطة الشاطر بمليار وليس بألف فحسب فقد اخطأ وجر علينا عناء الضغط والارتجاف تحت الدثار
لقد كنت تحت لحافي ارتجف رغم ان الجو حار جدأ ها هنا حيث اقطن , لكنه التوتر وما يفعله , ان اسوء شيء في هذا
الكون هو التوتر ثقو بي انه اصعب شعور يخبره انسان عاقل عن قرب , وما يفتئ كلما تذكره حتى اصابه مغص مفاجئ
انتهى الشوط بمر لا حلو فيه , ورقب الجميع النصف الاخير من المباراة , قد نعود او لا نفعل هناك شيء مجهول لا نعلمه
شيء يبقيك متأملاً مرتقباً منتظراً لشيء ربما يكون عظيماً او سخيفاً او قاتلاً انتظر وحسب لتعرف لا مناص من الانتظار


الشوط الثاني :

بدأ وانا اعد الثواني , كل شيء حولي اسود قاتم اغرورقت عيناي بدموع الربكة لا الحزن ! , شعرت وان كل شيء حولي
يدور في رحى لا تتوقف , وموت اسود زؤام يحتضنني فتستفيق ملئ روحي رعشة البكاء , انتظار انتظار لا شيء سواه
وكم هو صعب ان تنتظر ولا تعرف اي شيء تنتظر , اسيء هو ام جيد ؟ حلو ام مر , مض ام فج ؟ , هذا ما يزيد الامر سوءاً
استليت سيجارتي من العلبة التي ولربما لأول مرة منذ اشهر لا الاحض شكلها ولا اعد كم بقي فيها ؟ , كنت فقط احتاج لشيء
احرقه قبل ان تحترق شضايا روحي المتبعثرة , التي تقصمت اشلائاً ما بين انتظار واختبار , وامل يحدوه امل بلا شيء !
زاد الامر سوءاً فوق سوء , لقد كان الخصم يسيطر حتى اول 10 دقائق من الشوط , شيئاً فشيئاً وكأن شيئاً مجهولاً
ايقض الفتية , وبدأ الجميع يستفيق من الاغماء , امسك الفتية الكرة وبدأو اخيراً يبحثون عن ثغر امل , يلاحقونه حتى
يحصل امر من اثنين , اما ان يقطفو رأسه او ان يقطف ما تبقى من ارواحهم المعذبة , التي تأبى الا ان تسعد من يتسم
قلبه ببياض , ويريد ان يعانق مجدأ طال انتظاره , كنت اعد الوقت ثانية بثانية , اطالع الوقت اكثر من الكرة نفسها , وانظر
في اوجه اللاعبين متوسلاً بتوسل صامت ان يظهر المنقذ , من هو ؟ لم اكن اعرفه , لكن شددت ازر نفسي بأنه موجود
في مكان ما في رواية 1984 لجورج اورويل عن شخصية خفية تعمل على هدم حزب الاخ الكبير
اوليمر غولدشتاين , هكذا كان اسمه , طال الانتظار وبدأت الدقائق تنحسر وانتهت الدقيقة ال90 ولم يضف بعد الحكم
السخيف ايضاً الدقائق المحتسبة وللعلم لقد مقتت الحكم طوال المباراة لقد تساهل كثيرأ مع الهنود لقد كان الضرب
والسحب وجز اقدام الفتية جارياً على قدم وساق وربما عكازين ايضاً , خاصة ميراندا وغودين وخوانفران
اخيرأ اضاف 5 دقائق رغم انني احتسبت الوقت الضائع فكان يقارب الـ 7 دقائق , لكن عموماً ومنطقياً
لا يمكنه اضافة اكثر من 6 دقائق , اتت الركنية المبهجة , وعرفت في احشائي وملأ روحي ان غولدشتاين 2014 قادم
لا محالة سيأتي ولكن هل سيأت متأخراً ام مبكراً كان الوقت يناهز ال 2:21 من الوقت بدل الضائع تقريبأ او هكذا اذكر
قبل ان نحصل على الركنية خشيت على الريال ان يتهور ويندفع , لكنني سعدت كثيرأ اتعرفون لماذا ؟ لأنني تذكرت ان
من يجلس على الدكة هو كارلو , لو كان مورينهو , بيلغريني , او حتى كابيلو , لتوتر الفريق ولم نكن لنسجل
اه لو تشعرون كم يحتاج الفريق الى الهدوء في مثل هذه الاوقات , فتخيل لو كان مورينهو على الدكة ؟. اجزم لتملك
اللاعبون الحماس الشديد مصحوب بالتهور والنرفزة وهنا بيت القصيد الذي كان سيضيع الحلم , لكن يا الله كم لطف
بنا لان كارلو هو الجالس هناك وليس احد سواه , كان الاصلح لمثل هذا الوقت اثنين فقط لا ثالث لهما , كارلو وهاينكس فقط
اي مدرب اخر كان ليفلت العصا

لعب الركنية وقفز شخص ممشوق القوام واودعها على يمين كورتوا , في الحقيقة لا اذكر شيئاً من هذه اللحظة سوى انني
قفزت من لحافي لأطير في الهواء اقسم ان رأسي لامس مروحة الحجرة , لكن حمدأ لله لم تكن مشغلة , بعد ذلك لا اذكر شيئاً
سوى انني بكيت وكانت يداي ترتجف وبجانبي كالعادة اخي احمد البرشلوني الذي كان مصدومأ من هول ما حصل , فقد كان
يعد العدة ويرسم خطط الشماتة بي , لكن ما حصل جعله يشد اللحاف ويرفع التكييف ليوهمني انه ينام , وانا تجاهلت كالعادة
حينما استجمعت قواي , ادركت ان العاشرة في الخزائن بل وضمنتها اصلاً , لقد تحول اللقاء بالنسبة لي من توتر وخوف وترقب
الى مباراة متعة وشو كنت لا اريد لها ان تنتهي , اعرف الريال اكثر من نفسي , عندما يعود هكذا عودة فأنه لن يفرط في المباراة
الا وان مات لاعب على ارضية الملعب , توقعت ان نسجل هدفين اخرين بأقدام بيل ورونالدو , وحصل ماتوقعته تماماً بفارق بسيط
حيث كان هذا الفارق , هدف مارسيلو بينهما وانتهت المباراة وبقية الاحداث معروفة لديكم

# ما بين السطور


كاسياس : سيء طوال ال120 دقيقة وكاد ان يكلفنا اكثر من هدف لولا لطف الله , لكن كما اسلفت التمس له العذر !
كارفخال : رائع ببساطة
فاران : فاجئني باستعداده البدني والذهني كنت اخشى قلة الحساسية فابهرني
راموس : لا يحتاج لحروفي اصلاً
كوينتراو : مبدع منذ اول الى اخر دقيقة حيث خرج فيها ليستبدل
مارسيلو : احد رجال المباراة روحه وعزيمته اسرتني بمخالب كمخالب اسد تنتزع احشاء فريسة !
مودريتش : كان رجل المباراة بلا منازع واكثر من ديماريا لقد عرف كيف يصل الحلقات المنفصلة
واثقل في لاعبي الخصم الركض خلفه , في الحقيقة يعود له الفضل في 60 % من اضعاف الاتليتك بدنياً
خضيرة :
جيد رغم ان مهمة ادخاله لم تتحقق حيث كان كارلو يعتزم زرعه في وسط تنظيم الاتليتك الدفاعي
لأيقاف تحضير الهجمات واجهاض المرتدات لكن شيئاً من هذا لم يحصل والاتليتك سلم الكرة واكتفى باخطاء الخصم
ديماريا : رائع جدأ اصبح الارجنتيني في فورمة خيالية , ما بات يفعله مؤخراً شيء يستحق الدهشة , يستحق التواجد في ثلاثي البالون دور
بيل : كان ظلاً لنفسه ورهبة النهائي سيطرت عليه حتى كاد يفقد الثقة بنفسه , يشفع له الهدف وهو معذور لانه لاول مرة يلعب نهائي بهذا الحجم
رونالدو :
هل كان موجوداً ؟ لم اراه طوال 120 دقيقة سوى ركلة الجزاء ! , بل انه سقط حينما كان يجب ان يسدد قبل ان يعيد الكرة لمارسيلو الذي سجل هدفاً رائعاً , اعذره لانه مصاب ولم يشارك مؤخراً لكن كما نعلم لاعب كرونالدو لا عذر له فهو رونالدو وهذا يكفي لانتقاده
بنزيما : قدم اداء ممتاز في سحب الدفاعات لكن اخفاقه كان رهناً باخفاق رونالدو وبيل الذان فشلا في هز الشباك رغم عمله الدؤوب
موراتا : ابهرني حقيقة , روحه هي من كانت تلعب وليس مستواه وفنياته




نهارات تضيع بلا امل
واضواء توقد بلا كلل
اثخنت فينا جراحاً
لتكسر جموداً من ملل
ها قد عتدنا بالزمن
امجاداً سطرناها , في علل !







# درع البرنابيو

تعليقات